عشق الذات

86538232

حينما تحب فأنت تشعر أنك محظوظ ومختار ومفضل ... تشعر بأن الله اختصك بكرم بالغ فأنعم عليك بأجل النعم وأعظمها ولذا فأنت تسجد لله شكرآ وامتنانآ ...

وفى علاقة الحب أنت ترى محبوبك أعظم الناس , تعرف قيمته الحقيقية وترى طاقات الخير والجمال داخله حيث يتاح لك أنت وحدك الاطلاع على هذا الداخل الرائع البديع المذهل .

ولذا فأنت تتواضع رغم إحساسك بالفخر .. تكون بسيطآ رغم اعتلائك العرش ... كما تنشغل بمحبوبك أكثر مما تنشغل بنفسك ...وتعطيه أكثر مما تأخذ .. ربما لا تفكر أن تأخذ , وتسعد أكثر بالعطاء .. فى حالة الحب العطاء يمنح سعادة أكثر من الأخذ .. وفى حالة الحب يفيض حبك على الآخرين فتصير أكثر تسامحآ وتساهلا وقربآ , وتلك من علامات النضج المؤكدة والثقة بالنفس والتوازن النفسى وسلامة الخلق ورسوخ المبادئ .. وتلك درجة عالية من درجات السمو إن لم تكن أعلاها .

أما الإنسان النرجسى فهو غير قادر على الحب الحقيقى .. إنه لا يحب إلا نفسه .. وإذا أحب أحدآ فإنه يحب من خلال نفسه .. أى من أجل نفسه .. وإذا أحب أحدآ فإنه يحب من خلال نفسه .. أى من أجل نفسه وعلى الآخر أى محبوبة أن يدور فى فلكه وأن يكون تحت سيطرته وفى دائرة نفوذه وتحكمة وأن يظهر حبه غير المحدود وأن يكون ممتنآ وشاكرآ لأنه حظى بهذا الحب , بل عليه أيضآ أن يؤكد أنه غير جدير بهذا الحب وأن هذا الحب قد رفعة إلى مكانة أعلى .

هذه هى طريقة حب الشخصية النرجسية وهو حب الذات أكثر مما هو حب للطرف الآخر .. وأن تكون على الطرف الآخر واجبات بذل الجهد لإرضاء الإنسان النرجسى وخدمته والاستجابة الفورية لطلباته وأن يتحمل سخافات وضغوط دون شكوى أو أعتراض ...

وغلإنسان النرجسى دائم التذكره لمن يحب بأفضاله عليه وعادة هى أفضال مادية وليست معنوية .

وفى الحالات المتفاقمة يكون هناك جرح للمشاعر وإهانة وتحقير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .. ويصل الأمر هنا إلى أن الطرف الآخر تتوقف مشاعرة والتى قد تنقلب إلى النفور والعداوة والكراهية , ويفكر فى الفرار إن استطاع , فالحياة مع الشخصية النرجسية تكاد تكون مستحيلة .

" الحب والنرجسية لا يجتمعان " 

عن Fatma Fadel

فاطمه فاضل مهتمه بالموضه و مترجمه وكاتبه في مجال الازياء و الاتيكيت ولها العديد من المقالات المترجمة في هذا المجال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *