الطفل يولد صفحة بيضاء ويحتاج من الوالدين ان يعلماه امور وفنون كثيرة فى الحياة , لا سيما فنون الإتيكيت وقواعد الآداب العامة , ولابد ان يكون هذا التعليم فى وقته , وفى سن مبكرة بمجرد ان يستوعب الطفل الأمور ويتفهمها ولا نقول أن الطفل لا يزال صغيرآ ونتركه هكذا حتى يكبر ثم نعلمه هذا لا يجوز لأن من شب على شئ شب عليه .....
والتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر , أما التعليم فى الكبر كالنقش على الماء , وكثير من الآباء يشتكون من أن أبناءهم لا يتصرفون بالطريقة اللائقة , وانهم مهما يفهمونهم ذلك فإنهم لا يستجيبون , والسبب فى هذا كما قلنا هو تأخر الآباء والأمهات فى فرض قواعد الإتيكيت على الأبناء علمآ بأن الابناء إن تعلموا قواعد الاتيكيت مبكرآ فسوف يستجيبون بسرعة أكبر مما لو تعلموه فى وقت متأخر نسبيآ .
- بعض قواعد الإتيكيت المهمة التى يجب أن نعلمها لأبنائنا :
- أولآ وقبل كل شئ نعلمه كيف يستأذن إذا أراد أن يطلب شيئآ من شخص أخر فيقول مثلآ : من فضلك , لو سمحت ... عفوآ ... إلخ .
وان يتحدث مع الكبار بصيغه التفخيم فيقول : حضرتك ... ولا يقول انت كذا وكذ .
- أن يستأذن إذا أراد أن يفتح بابآ مغلقآ فيطرق الباب بلطف حتى يسمح له من بالداخل بالدخول ولا يدفع الباب مباشرة .
- أن يستأذن عند الدخول على الأب و الأم غرفتهما , خصوصأ فى الأوقات الثلاثة التى حث على الاستئذان فيها القرأن الكريم قال تعالى " يايها الذين إمنوا ليستئذنكم الذين ملكت ايمنكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلث مرت من قبل صلوة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلوة العشاء ثلث عورت لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ".
وذلك لان هذه الأوقات أوقات راحة للوالدين ولا يجب أن يراهم الأطفال فى وضع غير صحيح أو بملابس شفافه أو نحو ذلك .
- نعلم الطفل انه حين يخرج من الغرفه أو من البيت أن يسأل من بالداخل إن كان يحتاج شيئآ ما .
- أن يتعاون مع إخواته فى البيت ويتعلم أن الحياة تحتاج منا جميعآ إلى ان نتعاون وان يشارك الجميع فى التجهيز لأى مناسبة منزلية فلا يترك الأب والأم فقط يلاقيان عناء ترتيب البيت , بل يجب أن يساعد الأبناء فى هذا الترتيب جميعآ ويتعاون جميعآ فى هذا بحب وإخاء من غير أن ييطلب منهم أحد ذلك .
- ألا يأخذ شيئآ ليس من حقه من غير إذن صاحبه , ولا يطلع على شئ لا يخصه ونعلمه حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .
- نعلم الطفل أنه إذا أخطأ فى حق أحد فلابد أن يعتذر له , ولا يكابر حتى وإن كان الشخص الآخر مخطأ ايضآ .
- نعلم الطفل ان يقبل اعتذار من اعتذر اليه ولا يمكن شديد الخصومة , بل يكن لديه تسامح ومغفرة لمن أخطأ فى حقه .
- ألا يغير شيئآ عن وضعه فى البيت إلا بإذن فلا يحرك شيئآ من مكانه حتى لا يتسبب فى مشاكل قد تضره .
- إذا أتلف شيئآ فعليه ان يخبر الوالدين بهذا العمل حتى يقومان بالعمل المناسب بسرعه وينقذان ما يمكن إنقاذه .
- أن يتعامل مع إخواته باحترام حتى يعاملوه هم كذلك باحترام وكذلك أن يحترم الآخرين مع الاصدقاء والاصحاب والاقارب ونحوهم وان يكون هادئآ ويأخذ الأمور ببساطه ولا ينفعل بسرعه حتى لا يفقد صوابه علمآ بأن الطفل إذا ضبط الانفعال فى الصغر بتوجيه من الوالدين او من الكبار فسوف يكون هادئآ فى الكبر أما إذا تركه الوالدين هكذا بدون توجيه فسوف يزيد هذا فى الكبر ولن يتحكم فيه الشخص بسهوله .
- نعلمه أن يتماسك ويضبط أعصابه فلا يسارع بالضحك على شخص حدث له موقف معين , أو انقلب على وجهه هكذا .. أو نحو ذلك , فقد يكون الموقف مضحك بالنسبه للمشاهده لكنه مؤسف ومحزن وموجوع بالنسبه لمن حدث له هذا الحدث فلا نضحك على شخص يتألم لأن هذا ليس من الذوق والادب , كما اننا لو كنا فى نفس الموقف فنحن لا نحب ولا نرضى ان نكون أضحوكة للآخرين .
- نعود الطفل ان يحترم آراء الاخرين ولا يقوم بازدرائها كما يحترم هواياتهم ويقدرها لأن لكل شخص هوايته المفضله والتى قد لا تعجبنا نحن لكن يكفى انها تعجبه هو لانه هو المعنى بهذا الموضوع وليس نحن .
- ان يتعود الطفل الصدق دائمآ فى الاقوال والافعال وان يضرب له الوالدان المثل والقدوة الحسنه فى الصدق فلا يكذبان امامه مهما تكن الظروف حتى لا يتعود الكذب بالفعل لان لسان الحال ابلغ من لسان المقال فالقدرة القدوة ايها الاباء والامهات .
الطفل الذى يتعود الكذب لن يستطيع ان يتخلص منه فى المستقبل بسهولة , كما اننا يجب ان لا نلجأ الطفل للكذب بالعقوبات الصارمة التى يتبعها البعض .