كيف تصبح غنيآ

Prosperity

يظن البعض أن الأسلام يحارب الغنى ويحض على الفقر وهذا كلام غير صحيح فكيف يظن مسلم أن الإسلام يحض على الفقر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستعذ بالله من الفقر ؟؟ قال صلى الله عليه وسلم " اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر " , ولاحظ كيف قرن النبى صلى الله عليه وسلم بين الكفر والفقر ....

وكيف يحض الإسلام على الفقر والله تعالى قدامتن على نبيه بالغنى فقال " ألم يجدك يتيما فئاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى " ...

والنبى صلى الله عليه وسلم قد امتدح الغنى الصالح فقال : " نعم المال الصالح للرجل الصالح " فالإسلام لا يحض على الفقر ولكن الإسلام يصحح النظر إلى معنى الغنى فالغنى ليس معناه كثرة المال فد يد الإنسان , ولكن الغنى هو القناعه والرضا بما يكسب الإنسان سواء كان كثيرآ أو قليلآ ..

فالغنى فى النفس وليس فيما يملك المرء , وعلى سبيل المثال قد يكون لدى احمد عشرة آلاف جنيه وهو قانع بعمله راض بما قسم الله له منشرح الصدر لأنه يعمل ويكسب مثل هذا المبلغ فهذا غنى .

وقد يكون يكون لدى أسامه مليون جنيهن لكنه غير قانع بهذا المبلغ فهو يطلب المزيد ويقلق على هذا المال أن ينتقص وغير راض عن تجارته أنها تدر عليه مثل هذا المبلغ ويشعر أن احتياجاته أكبر بكثير من هذا المال وانه ينبغى على هذا المال أن يتضاعف فإذا تضاعف لم يقنع أيضآ وظل يطلب المزيد ولا يشعر بالرضا ويقلق بشأن المستقبل فهذا فقير رغم كثره ماله .

ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم " ليس الغنى عن كثرة العرض انما الغنى غنى النفس " .

فإذا أردت أن تصبح غنيآ فإن عليك أن تعمل ثم ترضى بما قسم الله لك وتحمد الله عليه وترض به وهذا لا يمنعك من التطلع نحو الأفضل لكن لا تقلق بشأن ما لديك من مال يزيد أو ينقص هذا أمر بيد الله تعالى وانت لا تملك سوى التخطيط والعمل أما النتائج فارض بها حيث كانت ولكن سعيدآ بما يرزقك الله به .

عندئذ فقط ستصبح غنيآ إن أكثر متاعب الناس وقلقهم سببه الخوف على الماء والتطلع لدنيا بنهم وشغف وكأن الدنيا سوف تتركهم وتذهب , وهذا مرض معد خطير وعدوى هذا المرض انتقلت إلينا عبر أجهزة الإعلام التى صورت لنا الدنيا على انها صراع على المال والملايين وهى بدورها انتقلت لها العدوى من أجهزة الإعلام الغريببة التى تعبد الدولار وتسبح بحمده هذا ما جعل الناس تلهث وراء المال غير قانعة بأى ربح تطلب المزيد وتسعى إليه من اى باب وتسلك له كافة الطرق لا تسأل فى ذلك عن الحلال والحرام ولا عن حقوق الآخرين من الفقراء والمساكين إنها عدوى الحياة المادية البغيضة التى لا تقيم وزنآ إلا للمال ولا تصنع علاقات إلا من أجل المال .

بل وتسخر ممن ليس لديه مال وتعتبره لا وزن له ولا قيمه مهما ارتفع شأنه معنويآ وكما قلنا الإسلام ليس ضد الغنى لكنه ضد أن يصبح هو المقياس والميزان بين الناس , ولهذا أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يصحح  هذا المفهوم عند الصحابة فعن سهل قال " مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما : تقولون فى هذا الامر ؟ حرى إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمتع قال : ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمسن فقال : ما تقولون فى هذا ؟؟ قالوا حرى إن خطب ألا ينكح وإن شفع الا يشفع وإن قال لا يستمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا خير من ملء الأرض من هذا " .

فالغنى ليس هو كل شئ وصاحب المال ليس هو الأفضل دائمآ ومقياس التقوى هو المقياس الذى يعرفه الإسلام للتفاضل بين الناس .

فلا تجرفنا تيارات المادية البحتة لتنسينا العلاقات الاجتماعية الحميمة ولا تخدعنا وسائل الإعلام ببريق المادة اللامع فتجعلنا نلهث وراءها ونحزن ونقلق بشأنها وننسى أن الغنى فى النفس قبل أن يكون فى المادة وأنه لا شئ يساوى القلق النفسى مهما اغتنى الإنسان .

عن Fatma Fadel

فاطمه فاضل مهتمه بالموضه و مترجمه وكاتبه في مجال الازياء و الاتيكيت ولها العديد من المقالات المترجمة في هذا المجال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *