قد يضطر بعض الأشخاص إلى الاستدانة ( الاستلاف ) لظروف معينة , ولاشك أن فى هذا الموضوع حرج بالغ عند كل شخص لدية مشاعر وأحاسيس نبيلة , ولهذا فإن الشخص قد يبحث عن الطريقة المناسبة للوصول لهذا الهدف ويجب أن تكون هذه الطريقة مهبة ولائقة ولا تسبب له الحرج ....
ولهذا فإن بعض الفنون الإتيكيت لازمة فى مثل هذا الموقف , ومن هذه الفنون :
- أولآ وقبل كل شئ لابد أن يجد الشخص الطريقة الملائمة لحل مشاكله بعيدآ عن الديون ما استطاع إلى ذلك سبيلآ , وألا يلجأ إلى الديون إلا فى حدود ضيقة جدآ , وعند انسداد جميع الأبواب الأخرى لأن التعود على الاستدانة أمر سئ جدآ , ويفتح على المرء أبوابآ من القلق والهموم لا قبل له بها .
ولهذا فقد جاء فى الحديث النبوى الشريف الاستعاذة من الدين قال صلى الله عليه وسلم " اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل , وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .
- اختيار الشخص المناسب والذى يرتبط معك بعلاقات وطيدة تفاديآ للإحراج مع بعض الأشخاص الآخرين .
- التمهيد المناسب قبل أن تطلب منه شيئآ من المال وان تسأل عن ظروفه واحواله فقد تظن أن شخصآ ما ظروفه ميسرة , وتجد العكس تمامآ عندما تتحدث معه وتفتح معه الكلام حول الأمور المادية الخاصة به .
- أن تبين له السبب فى الاستدانه وان هذا قد تم بطريقة لم تكن تتوقعها حتى لا يظن أنك تقترض من غير حاجة ضرورية أو ملحة .
- أن تحدد موعدآ محددآ وواضحآ لوقت السداد ولا تتركه هكذا مائعآ وكذلك حتى يطمئن قلب من يقرضك مالآ أنك سوف تقوم بسداده فى وقت محدد حتى وإن كان هذا الوقت بعيدآ نسبيآ .
- أن تكون صادقآ فى تحديد موعد السداد ولا تعطى موعدآ قريبآ ثم تعتذر عنه بموعد آخر , لأن ذلك يفقد الشخص المقرض ثقته فيك ويظن أنك تخدعه أو تماطله و أن نية السداد ليست متوفرة لديك .
- يجب أن تنوى السداد بنية صادقة فى الموعد المحدد , وإن لم يتيسر لك رؤية الشخص فى الموعد المحدد للسداد أو كنت مسافرآ , فيجب أن توصل المبلغ المطلوب له بواسطه شخص أمين تثق به ثقه كبيرة ولا تبعث بالمال مع شخص ليس لديك ثقة كبيرة به حتى لا يحدث مشاكل أنت فى غنى عنها .
- ومما يجب عمله فى موضوع الاستدانه كتابة الدين أو شهادة الشهود عليه ليس هذا من باب التخوين لكن فقط من أجل حفظ الحقوق فلا يعلم الغيب إلا الله , وقد تستحدث أمور لم تكن فى الحسبان أو قد يتوفى صاحب الدين وينكر أهله هذا الموضوع علمآ بأن كتابة الدين أمر مشروع حث عليه الإسلام الحنيف
قال الله تعالى " يأيها الذين إمنوا إذا تداينهم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوة ولييكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفآ أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وأمراتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرين ولا ياب الشهداء إذا ما داعوا ولا تسئمو أن تكتبوه صغيرأ أو كبيرآ إلى اجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهده وأدنى ألا ترتابوا " .
الآيه الكريمة هى اطول أيه فى كتاب الله تعالى وهذا يدل على أهتمام الإسلام بتنظيم العلاقات بين أفراده وحث الاسلام على كتابة الدين فيه صلاح للمجتمع ككل وتجنيبه مشاكل وقضايا لا حصر لها خصوصآ الاهتمام بالشهود وبكتابه الدين سواء كان صغيرآ أو كبيرآ ...
هذا بالنسبة للمدين أما الدائن الذى يقرض الناس ويساعدهم فله أيضآ آداب وإتيكيت يجب أن يتحلى به حتى يأخذ كامل الأجر والثواب وحتى يكون فى الصورة اللائقة به ولا ينزل منزلة فى قلوب الناس وعقولهم بتصرفات قد لا تكون لائقة .
ومن هذه الآداب :
- أن يقرض بالربا : فالقرض مساعدة وعون لشخص محتاج أما القرض الربوى وهو الذى يدفع فيه المقترض الزيادة هذا القرض الذى أقترضه أيآ كانت هذه الزيادة هذا القرض فيه خسارة كبيرة للفرد والمجتمع وإن كان فى ظاهرة المساعدة لكن فى باطنه الخسارة المبنية ولهذا حذرنا الله تعالى من الربا وحرم تناوله والتعامل به .
ليس فحسب فأن الله تعالى توعد من يتعامل بالربا بحرب من الله ورسوله فمن منا يطيق أن يحارب ربه عز وجل ورسوله ؟؟!
وفى الحديث الصحيح " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبة وشاهديه "
- ألا يمن على المقترض فيقول : لقد أقترضت فلان كذا وكذا ويفضحة أمام الناس أو يقول له هو : لقد أقترضتك وساعدتك وفعلت لك كذا وكذا ... وهذا كله لا يجوز وليس من الإتيكيت أو الأدب فإن أردت أن تساعد أحد فلا تمن عليه ولا تفضحة وساعده لوجه الله تعالى أو لا تفعل .
- ألا تستعجل على المقترض قبل الموعد المحدد السداد وتضغط عليه وهو لا يستطيع أن يؤدية إليك قبل ذلك الموعد لأنه هو أعلم بظروفه ... وأنت قد أجلته لأجل المسمى بينكما فلا يجوز لك تعجله إلا إذا حدث لك طارئ فتطلبه بكل أدب وذوق وتشرح له الظروف التى جدت عندك .
- ومن الآدب أيضآ للمقرض أو الدائن أن يصبر على المدين إن تعسر عليه السداد فى الموعد المحدد ولم يكن بيده هذا الأمر .
- فليصبر على المدين وليعذره ويواسية بكلمات رقيقة والله لن يضيع هذا الحق أبدآ .