إذا سألت المرأة أى رجل : لماذا يترك بعض الأزواج بيوتهم ويفرون منها فى أغلب الأوقات ؟؟ فحتمآ ستكون الإجابة واحدة : بسبب نكد الزوجة ....
الحقيقة أن النكد فى الحياة الزوجية يجعلها جحيمآ لا يطاق وكثيرة تلك حالات الطلاق التى يكون سببها نكد الزوجة المستمر .
- فماذا يعنى نكد الزوجة ؟؟؟!
إنه يعنى قدر ما يعنى عدة أمور منها :
- عدم رضى الزوجة عن الحياة الزوجية مع زوجها :
إن حالة عدم الرضى التى تنتاب الزوجة تجعلها تختلق النكد من حيث لا تدرى ولا تحتسب , فهى غير راضية عن حياتها مع زوجها , وهذا يعنى أنها غير راضية عن دخله المادى , أو غير راضية عن تصرفاته أو غير راضية عن حياتها بصفة عامة معه .
والحياه فى هذه الحالة تكون عبارة عن سلسلة من النكد والمشكلات الزوجية , وقد جاء فى الأثر أن سيدنا إبراهيم عليه السلام زار ابنه اسماعيل عليه السلام وكان إسماعيل قد تزوج امرأة لم تر أباه من قبل فهى لا تعرفه .
ولما طرق إبراهيم عليه السلام الباب فتحت زوجة ابنه اسماعيل فسألها عنه فقالت هو غير موجود الآن فسألها عن حالها معه ؟؟
فاشتكت له ما يعيشون فيه من شدة وضيق وشقاء , فقال لها إبراهيم عليه السلام : إذا جاء إسماعيل فاقر أيه منى السلام , وقولى له " غير عتبة بابك " .
فلما رجع إسماعيل عليه السلام إلى البيت قالت له زوجته سأل عليك شيخ كبير صفته كذا وكذا ... وصفته له فعرفه ويقول لك هذا الشيخ غير عتبه بابك .
قال إسماعيل : ذال أبى وأنت عتبه بابى , وأنت طالق .
ثم تزوج إسماعيل بامرأة أخرى ومرت فترة من الزمن وجاء إبراهيم عليه السلام فى زيارة خاصة لابنه إسماعيل مرة أخرى فطرق الباب ففتحت له زوجته الجديدة فقال لها : أين إسماعيل ؟
قالت : إنه ذهب فى أمر وسيأتى فيما بعد فسألها عن حالها معه , فقالت : نحن فى خير حال والحمد لله .
فسألها عن طعامهما وشرابهما فقالت : طعامنا اللحم , وشرابنا الماء قال لها : إذا جاء إسماعيل اقر أيه منى السلام ثم قولى له " ثبت عتبه بابك " .
فلما رجع إسماعيل عليه السلام قالت زوجته : إن شيخآ كبيرآ سأل عليك , وقال : اقرأيه منى السلام ُم أبلغيه أن : " ثبت عتبة بابك " .
فعرف من وصفها أن هذا الشيخ هو أبوه إبراهيم عليه السلام فقال : ذاك أبي , وانت عتبه بابى , وهو يأمرنى أن أبقى عليك , وأحافظ عليك .
فانظرى أيتها الزوجة المؤمنة , كيف كان إبراهيم عليه السلام وهو الرجل الخبير فى الحياة عمومآ , وهو النبى المرسل المعصوم .
يدرك بخبرته أن عدم رضا الزوجة عن حياتها مع زوجها كفيل بالتعاسه الزوجية , ومن ثم فقد وجه الأمر لإسماعيل بأن يطلق هذه الزوجة وبغيرها بأخرى خير منها ترضى بالمعيشة مع زوجها , وتكون معه فى السراء والضراء , ولا تشتكى حالها مع زوجها لأحد , بل تصبر معه صبرآ جميلآ , وتعيش معه كما فى المثل الشعبى " على الحلوة والمرة " .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى امرأة لا تشكر لزوجها , وهى لا تستغن عنه " .
وهذا يعنى أن شكر المرأة زوجها ورضاها بمعيشتها أمر واجب عليها , طالما أن الزوج رجل مسلم يقوم بواجباته كما أمر الله على قدر استطاعته .
وكما يقال : " دوام الحال من المحال " فالحال لن يدوم هكذا والفرح قريب بإذن الله تعالى , ويأتى مع الصبر وعدم الشكوى .