القراءة والمطالعة من أفضل الوسائل للتخلص من الملل والتغلب على شعور الإنسان بالوحدة حيث يجد فيها الإنسان متعة كبيرة وفوائد كثيرة فما يخلو كتاب من فائدة ما بين فكرة جديدة تقدح الذهن , أو عبرة تثير شجون النفس , أو قصة يتسلى بها القارئ ويستخرج منها دروسآ تنفعه فى واقعة وحياته ....
وما بين هذا وذاك وفى كل الأحوال تبقى القراءة علاجآ هامآ لكثير من مظاهر الاضطراب النفسى الذى يعانيه الإنسان حيث يؤكد كثير من المتخصصين فى علم النفس والصحة النفسية أن القراءة تستطيع تخفيف بعض مظاهر الاضطراب النفسى مثل :
القلق , الضيق , الملل , السأم .
والعجز عن توكيد الذات , وذلك لما تضفيه القراءة على نفس القارئ من شعور بالراحة والهدوء والحيوية والفكرية والذهنية حيث تأخذه بعيدآ فى جولة سياحية فكرية ومتعة عقلية ونفسية بعيدآ عن مشكلات الحياة والهموم والأحزان فتملأ عليه فراغه وتجدد معارفة ومعلوماته وتكسبه خبرات جديدة وتجارب مفيدة من قصص السابقين وتاريخهم " لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب " .
الشخص الذى يقرأ يتعلم كلما قرأ شيئآ جديدآ فالقراءة تعد من أكثر طرق التعليم الذاتى شيوعآ وإنتشارآ فينمو عقله وينضج بكثرة القراءة حيث إن القراءة بالنسبة للعقل كالرياضة بالنسبة للجسم .
وهكذا ..... فإن القراءة والمعرفة تجدد حيويتك وشبابك وتجعل الحياة تدب بقوة فى أوصالك .
- وهذا ما يؤكد عليه هنرى فورد فى تصريحه :
( الشخص الذى يتوقف عن التعلم هو العجوز سواء كان فى العشرين أو الثمانين , والشخص الذى يستمر فى التعليم يبقى شابآ , فأهم ما فى الحياة هو إبقاء عقلك شابآ ) .
فأكثر قارئى العزيز من قراءة الكتب النافعه المفيدة فخير جليس فى الزمان كتاب , وإذا أردت أن تكسب خبرات وتجارب ألف عام فاقرأ كتابى قبل أن تنام , وما يخلو كتاب من فائدة تقدح الذهن وتزيد الفهم .
- وفى هذا السياق يفهم كلام فرانسيس بيكون :
( القراءة تصنع الشخص المتكامل )
فامنح نفسك عزيزى الفرصة لتكون هذا الشخص المتكامل , جدد معارفك ونوع ثقافتك وتنقل بين ألوان الكتب المختلفة العلمية والأدابية والدينية والتربوية وغير ذلك مما ينمى عقلك , ويبهج نفسك .
- ولقد قيل :
" ذهبت المكارم إلا من الكتب " وفى قديم الحكم المأثورة عن الفراعنة قولهم " الكتب غذاء النفوس " .
- فالقراءة من العلاجات الناجعه للشعور بالملل والسآمه والضيق والزهق لأن كثرة المعرفة واتساع الثقافه وعمق الفكر وبعد النظر واكتشاف حقائق الأشياء مما يشرح الصدر ويريح النفس وهذا لا يتواصل إليه إلا من خلال القراءة والمطالعة بانتظام ودأب .