مرض السكر ليس فى حقيقة الأمر مرضآ وإنما هو خلل بعملية تمثيل الغذاء ( أو الكربوهيدرات ) للحصول على طاقة يسفر عن أرتفاع سكر الدم (الجلوكوز) وخروج جزء منه مع البول أى يصبح البول حلوآ .. فهو مرض البول الحلو كما تعنى تسميته باللغة اللاتينية Diabetetes Mellitus = DM , وهو مرض على سبيل التجاوز أصبح متزايدآ إلى حد كبير ...
ولاشك أن سمات الحياة العصرية أوقعت البعض منا ضحايا لهذا المرض فهو يرتبط لاشك بعوامل زيادة وزن الجسم , وزيادة الضغوط النفسية وإهمال الآنشطة الرياضية وتناول الأغذية السريعة الغنية بالسكريات وكلها عوامل ملحوظة واضحة فى حياتنا .
- ما نوع الخلل الذى يؤدى للإصابة بمرض السكر ؟؟
إن هذا الخلل يرتبط أساسآ بتمثل المواد الكربوهيدراتية ( النشويات والسكريات ) فى الوضع الطبيعى عندما يتحرر الجلوكوز ( سكر الدم ) من هذه النوعية من الأغذية ويرتفع مستواه بالدم , يقوم البنكرياس من خلال خلايا خاصة به تسمى خلايا بيتا بإخراج هرمون يسمى هرمون الإنسولين للتعامل مع الجلوكوز بإدخاله الخلايا ليتم حرقه واستهلاكه ... وبعدما يعود الجلوكوز لمعدله الطبيعى بالدم يتوقف البنكرياس عن إخراج الإنسولين ...
ويتكرر نفس الشئ مع دخول كميات جديدة من الجلوكوز إلى تيار الدم مع تناول غذاء آخر من الأغذية الكربوهيدراتية ويسمى ذلك بدورة الإنسولين والجلوكوز The insulin \glucose cycle أما عند مريض السكر فإن هذه الدورة تختل ولا تتحقق سيطرة كافية على مستوى الجلوكوز بالدم , وذلك لوجود مشكلة بهرمون الإنسولين وعلى حسب نوع هذه المشكلة يصنف مرض السكر إلى نوع أول Type I diabetes وإلى نوع ثانى Type II diabetes .
- ما الفرق بين النوع الأول والنوع الثانى من مرض السكر ؟؟
فى النوع الأول لا ينتج البنكرياس هرمون الإنسولين بسبب حدوث تلف بالخلايا المنتجة له .. ويعتقد أن هذا التلف يرتبط بمهاجمة الجهاز المناعى للجسم نفسه أو الخلايا بيتا بالتحديد أى أن هناك خطأ مناعيآ , وهذا النوع يظهر فى سن مبكرة ( بين الأطفال والمراهقين ) ولا يستجيب بالتالى بالسيطرة إلا بتقديم الإنسولين .
أما فى النوع الثانى فإن البنكرياس ينتج هرمون الإنسولين بكميات قليلة أو قد تكون طبيعية أو ربما زائدة ولكنها ضعيفة الفعالية , ويرتبط الخلل هنا بعدة عوامل كزيادة الوزن , وكثرة التعرض لضغوط نفسية , ووجود قابلية زائدة للإصابة بحكم الناحية الوراثية وغير ذلك .
وهذا النوع يظهر عادة فى سن متقدم نسبيآ ( بعد سن الأربعين عادة ) , ولا يشترط علاجه بالإنسولين حيث يستجيب عادة للمعالجة بالحبوب الخافضه لسكر الدم , ولكنه قد يأتى وقت يتحول فيه عذا النوع الثانى إلى النوع الأول عندما يتزايد ضعف البنكرياس ويقل الإنسولين بدرجة كبيرة , وفى هذه الحالة يكون العلاج بالإنسولين مع الحبوب .
والنوع الثانى ( سكر الكبار ) وهو النوع الشائع من مرض السكر حوالى 90% من الحالات وهو النوع الذى يعالج عن طريق تصحيح العوامل الخارجية التى أدت للإصابة به .
- متى تعتبرين نفسك مريضه بالسكر ؟؟
اختلال دورة الإنسولين والجلوكوز التى ذكرناها من حيث ضعف استجابة البنكرياس فى التعامل من الجلوكوز الذى يتدفق إلى تيار الدم , وبالتالى حدوث أرتفاع فى مستواه يؤدى لظهور أعراض تشير إلى الإصابة بمرض السكر . وهنا توجد اختلافات كبيرة فقد تظهر أعراض محددة وقد تظهر مجموعة من الأعراض , وقد يتخطى المريض مرحلة الأعراض وتظهر عليه بعض مضاعفات السكر , وفى حالات أخرى قد لا تظهر أعراض ولا مضاعفات ويكتشف المريض بالصدفة من خلال اختبار روتينى للبول أو للدم ولكن .. ما هى هذه الأعراض المميزة لوجود مرض السكر ؟؟؟.. وما المضاعفات التى قد تكون محل شكوى من المريض دون أن يعرف أنه مصاب بالسكر ؟؟؟.
هذه مثل :
1 - جفاف اللسان والفم .. وبالرغبة المتكررة لتناول الماء .
2 - كثرة التبول وبكميات كبيرة عادة .
3 - الإحساس بتعب عام ونقص بالطاقة .
4 - اضطراب الرؤية ( زغللة ) .
5 - مضاعفات مثل : حكة مهبلية - تنميل بالقدمين .
6 - ضعف جنسى - خلل بالأسنان .
ولابد من نشخيص مرض السكر بإجراء اختبار لمستوى الجلوكوز بالدم .
" إنه فى الأحوال الطبيعية وبعد فترة صيام تبلغ حوالى ثمانى ساعات يتراوح مستوى الجلوكوز بالدم ما بين 70-115مجم% , فى عينتين من الدم مأخوذتين فى يومين مختلفين فيعنى وجود إصابة بمرض السكر ( حسب ما حددته الجمعية الأمريكية لمرضى السكر ) ".
- تابعين فى سلسلة من المواضيع بكل ما يخص مرض السكر من أسباب وطرق علاج وكيف تحمى نفسك من هذا اللص السالب للصحة , أنتظارى المزيد .