كان أحد العلماء كلما أصابة الهم والحزن , أو شعر بالملل والوحدة , والسأم يقول : ( تطاول همى فابغنى ذا نباهة ) , أى : صاحب ذكى نبيه ينادمنى وأنادمه , يسامرنى وأسامرة , يجاذبنى أطراف الحديث الطيب الحلو وأجاذبه , وذلك لإدركه الصائب أن الصاحب والصديق هوعدته فى الشدة , وسميره فى الرخاء , به تطيب نفسه ويزول همه وتذهب وحشته وتؤنس وحدته ....
- فالصداقة والمصاحبة ضرورة نفسية للإنسان لأنها توفر له الدعم والمسانده المعنوية النفسية , وتمده بالنصائح الضرورية , ويجد فيها السلوى عما يكابده ويعانية فى حياته اليومية .
- يقول عبدلله بن المقفع فى " الأدب الكبير " عن ذلك :
اعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا , فهم زينة فى الرخاء , وعدة فى الشدة , ومعونة فى المعاش والمعاد , فلا تفرط فى اكتسابهم وابتغاء الوصلات والأسباب بهم .
تخيل نفسك بلا اصدقاء أو أصحاب كيف يكون حالك ؟
مع من كنت تتحدث وتتسامر بعد فراغك من أعمالك ؟
وإلى من كنت تبث همومك وأحزانك وآلامك ؟
إن أتخاذ صديق ترتاح إليه وتأنس به وتثق فيه تبوح إليه بأسرارك وتبادله آراءك وأفكارك , إذا نسيت ذكرك , وإذا أخطأت قومك , وإذا ظلمت نصرك , وإذا ظلمت نصحك , وإذا مرضت عادك , وإذا فرحت شاركك , وإذا حزنت أفرحك , إنه لمن سعادة المرء فى دنياه أن يكون له صاحب مثل ذاك , صاحب يصدق فيه قول الحكيم : ( أصحب من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله ) .
- وفى لسان العرب لابن منظور :
( الصداقة من الصدق , والصدق نقيض الكذب ,... بهذا تكون الصداقة هى صدق النصيحة والإخاء , والصديق هو المصادق لك , والجمع صدقاء وصدقان وأصدقاء وأصادق ) .
وهكذا فالصديق هو الشخص الذى يصدقك القول والنصح والحب فصديقك من صدقك لا من صدقك , والصداقة بهذا المعنى ضرورية جدآ للإنسان تمده بالنصائح والسلوى والدعم النفسى والاجتماعى .
" العقل , حسن الخلق , الصلاح , الكرم , الصدق " فإذا أجتمعت هذه الصفات فى إنسان ما فهو جدير بصحبتك , وحقيق بصداقتك فتمسك به وبصحبته واحرص عليه .
أن صحبة الأخيار تورث الخير , وصحبة الأشرار تورث الشر , فأحرص على أتخاذ صاحب أو صديق يكون إضافه طيبة لك لا وبالا عليك .
عزيزى القارئ ...
إن الصداقة علاقة اجتماعية قوامها صدق المحبة والإخاء والنصيحة , ومن فوائدها العظيمة :
- تهيئة فرص الإفصاح الحميم عن الذات .
- تخفيف الشعور بالملل والسأم والضيق .
- خفض مشاعر الوحدة والشعور بالوحشة .
- المرح والتسلية والترفية .
- التقويم والتوجيه .
- المشاركة الوجدانية والدعم النفسى .
- تبادل الآراء والمعارف .
- المساندة المادية والمعنوية فى الأزمات والشدائد .
واحذر من مصاحبة المتشائمين أو التعساء أو الفاشلين والأغبياء :
ففى الممثل " التعاسة تجذب التعاسة , والتعساء يجذبون التعساء " .
وفى الأمثال " الطيور على أشكالها تقع " .
وقديمآ قالت العرب " ويستصحب المرء من يلائمه " .
- أخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا , فهم زينه فى الرخاء وعدة فى الشدة , ومعونة فى المعاش والمعاد .
- تخيل نفسك بلا أصدقاء أو أصحاب كيف يكون حالك ؟
- اصحب من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله .
- الصداقة من الصدق , والصدق نقيض الكذب , وهكذا الصديق هو الشخص الذى يصدقك القول والنصح والحب .