نفس الإنسان بطبيعتها وفطرتها تمل الرتابة والتكرار , تشعر بالملل والسأم من الحياة على وتيرة واحدة , فهى تمل الحالة الواحدة , والأماكن غير المتجددة , والأطعمة غير المتنوعة والإيقاعات الثابتة , وهكذا فنفوسنا مفطورة على حب التجديد والتغيير والتنويع فالإنسان بطبعة يمل الثبات والدوام على نفس الحال أو نفس الطعام والشراب أو نفس المشاهد والمناظر فالنفس ملول تحب التنويع والتغيير من حال إلى حال ...
والتنوع والتغيير سنة من سنن الله فى الخلق والكون حيث نجد الليل والنهار , السهول والجبال , البحار والأنهار , الربيع والخريف , الصيف والشتاء , الحر والبرد , المياة واليابسه , الخير والشر , السما والأرض , الأبيض والاسود " ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم وألوانكم " , "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه " .
وهكذا فإن الإيقاع الواحد والواتيرة الواحدة هو أمر لا تقبلة النفس البشرية فتمل منه وتسأم , وتضيق بها وتضجر , لذلك تجد الغنى يمل طعامه الشهى اللذيذ من اللحوم والأسماء وتشتهى نفسه من آن لآن أدنى الطعام , وهكذا نفوسنا جميعآ تمل الإيقاع الواحد والوتيرة الواحدة , تحب التنويع والتجديد والتغيير , تسأم من الثبات على حالة واحدة أو إيقاع واحد , لذلك فإنك تجد آذان الناس تمل سماع حديث الخطيب إذا لم يغير من نبرات صوته وطبقاته انخفاضآ وارتفاعآ , وتجدهم يملون كذلك من الثبات على خالة واحدة .
فالتغيير فى روتين الحياة اليومى يجعل الإنسان يشعر بالحيوية والنشاط , ويبعث فى نفسه الشعور بالبهجة والسرور , أما من يعيش حياته كلها على وتيرة واحدة لا تنويع فيها ولا تغيير ولا تجديد فإنه جدير أن يصاب بالملل والسآمه والضيق والكآبة لأن النفس ملومة من الثبات والجمود والروتين , لذا أدعوك إذا أردات أن تتخلص من الملل والضيق , أدعوك أن تنوع فى عملك , وتجدد فى حياتك , وتغير فى روتينك اليومى " جدد حياتك , ونوع من أساليب معيشتك , وغير من الروتين " .
فلكى تتخلصى قارئى الكريم من الملل ينبغى أن تحطم الروتين السلبى وتعمد إلى التغيير والتنويع فى حياتك اليومية , فى ملابسك وطعامك , وفى ترتيب غرفتك وبيتك , وفى مواعيد نومك وصحوك وتناول وجباتك , وفى قراءاتك واطلاعك , وفى عباداتك وطاعاتك , واحذر الثبات على حال واحدة , والمداومة على أعمال واحدة , والبقاء فى أماكن واحدة , وإنما نوع وجدد وغير فيوم تنام مبكرآ ويوم تسهر , ويوم تمكث فى البيت ويوم تخرج , وساعة تقرأ وأخرى تكتب , ومرة تتحدث وغيرها تسمع , وهكذا تنزع إلى التغيير والتنويع دومآ لأن ( الشخص الذى يعيش فى روتين سلبى يفقد أهتمام بعمله وبكل شئ حوله ولا يجد أى طعام لأى تغيير ويصاب بالملل والاكتئاب .
- النفس ملول تحب التنويع والتغيير من حال الى حال , فهى تمل الحالة الواحدة , والطعام الواحد والإيقاع الواحد .
- لذلك فإنك تجد آذان الناس تمل سماع حديث الخطيب أو المتحدث إذا لم يغير من نبرات صوته وبنوع فى طبقاته .
- غير روتين حياتك , فيوم تنام مبكرآ ويوم تسهر , ويوم تمكث فى البيت ويوم تخرج , وساعة تقرأ وأخرى تكتب , ومرة تتحدث وغيرها تسمع , وهكذا تغير وتنوع دومآ .
- " الشخص الذى يعيش فى روتين سلبى يفقد الاهتمام بعمله وبكل شئ حوله ولا يجد أى طعم لأى تغيير ويصاب بالملل والاكتئاب " د/ إبراهيم الفقى .
- كان الخليفة المأمون يقرأ مرة جالسآ , ومرة قائمآ , ومرة وهو يمشى , ثم يقول " النفس ملومة " .
" يقلب الله الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار " .