من أكثر أسباب شعور الإنسان بالملل والسأمه وما ينتج عن ذلك من ضيق وزهق وكآبه وعدم الترويح عن النفس من آن لآخر ومواصلة العمل بدون أهتمامبالترفيه عن النفس والترويح عنها ليتجدد نشاطها وحيويتها , ورويدآ رويدآ يمل الإنسان حياته الجادة الشاقة ويشعر بالزهق والملل من العمل المتواصل فالنفس ملول وهى إذا كلت ملت .....
إلى تلك الحقيقة يشير ديل كارينجى فى كتابه الرائع ( دع القلق وابدأ الحياة ) قائلآ :
" إن السبب الرئيسى فى نقص إنتاج الإنسان هو إحساسه بالسأم والملل من العمل الذى يزاوله " .
لهذا يحتاج كل منا إلى أوقات يستروح فيها ويجدد نشاطه وحيويته بالترفيه فإن ذلك مما يساعده على التخلص من الملل ويؤدى لاعتدال مزاجه ونفسيته ولا خلاف بين علماء النفس والصحة النفسية على ذلك فأعط نفسك حظها من الترويح والترفية والتمتع والتنزه فى الرحلات الممتعة فى العطلات الأسبوعية والسنوية ولا تستكثره عليها ولا تستهن به فهو من أكثر الأمور المساعده فى التخلص من الشعور بالرتابة والملل والضيق والسأم .
- ومن روائع الشعر فى هذا السياق ما نظمه أو الفتح البستى :
( آفد طبعك المكدود بالجد راحة , يجم وعلنه بشئ من المزح
ولكن إذا اعطيته المزح فليكن , بمقدار ما تعطى الطعام من الملح )
- روح عن نفسك قارئى الكريم ولا تثقل عليها بالجد والعمل المتواصل فما هكذا تورد ألإبل فنفسك مطية وإذا لم ترفق بها فلن تبلغ بغيتك , وإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرآ أبقى , فرفقآ بنفسك لا تكن منبتآ , متشددآ , فإنك لن تستطيع مواصلة سيرك فى الحياة إلا بإعطاء نفسك ما تحتاج من الراحة والترويح والترفيه لتستطيع مواصلة الطريق , تمامآ كالمسافر بسيارته فى سفر طويل لابد أن يتوقف فى بعض الاستراحات على الطريق ليريح السيارة ويطمئن عليها وإن كانت تحتاج لبعض البنزين أو ماء التبريد تأخذ ما تحتاج منهما ثم بعد ذلك يواصل طريقة وسفره , وهكذا نفسك تحتاج لمحطات تستروح فيها وتأخذ ما تحتاج لتكمل سيرها فى الحياة .
- فارفق بنفسك وأحسن قيادها وأعطها ما تحتاج من راحة وتسلية وترويح وترفية حتى لا تصاب بالسأم والرتابة .
- قم برحلة ممتعه , اشترك فى مسابقة نافعة , شاهد مسرحية راقية , زر أقاربك , العب مع أولادك , تحدث مع زوجتك , اخرج إلى الشاطئ , اذهب إلى الحديقة , اقرأ جريدتك المفضلة , صل الجماعة فى المسجد واجلس قليلآ بعد الصلاة تدعو الله أو تقرأ فى كتاب الله أو تحضر حلقة مسجدية تسمع فيها أطاليب الكلام , سافر للاستجمام والسياحة الداخلية والخارجية , قم بعمرة إلى بيت الله الحرام ومسجد النبى صلى الله عليه وسلم فالسفر يذهب الهموم , وللرحلات لذة ونشاطآ وبهجة وسرورآ , سر فى الأرض وتطلع إلى السماء , وانظر فى النجوم والأجرام وتفكر فى عظمة الواحد الديان .
- فمما يجلب الفرح والسعادة والسرور الأسفار والرحلات والتأمل فى ملكوت الأرض والسماوات " قل انظرو ماذا فى السماوات والأرض " .
إن فى الترويح والترفية عن النفس حماية لها من كثير من مظاهر الاضطراب النفسى المعروفه كالقلق والضيق والسأم والملل.
- ولقد ذكر ديل كارينجى فى كتابه ( دع القلق وأبدأ الحياة ) :
أن د\جوزيف بارمال أحد علماء النفس المتخصصين قام ببعض التجارب لمعرفة تأثير السأم والملل فى خلق الإعياء والقلق والتوتر والضيق , حيث عقد سلسلة من الأمتحانات لبعض طلبته فى مواد ثقيلة على أنفسهم فكانت النتيجة أن شعر الطلاب أثناء اطلاعهم على ورقة الأسئلة بالإجهاد والتعب , وتغلب على بعضهم النعاس وشكا آخرون من الصداع , وآخرون من ألم فى العين أو أضطرابات فى المعدة , ثم بعد ذلك قام بأخذ عينات من دماء هؤلاء الطلاب أثناء تأدية الامتحان فجاءت النتيجة أن ضغط الدم فى الجسم وإمتصاص الأكسجين به يقلان إذا تسرب السأم والملل إلى أى إنسان فاحذر الملل والسأم , وتخلص منهما , اقض عليهما قبل أن يقضيان عليك , روح عن نفسك تتخلص من الملل رفه عن نفسك تتخلص من الكآبه والسأم , روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن النفوس إذا تعبت ملت .