من أهم الأسباب الجالية للشعور بالملل والضيق أن يحمل الإنسان نفسه من الأعمال ما لا تطيق , وما هو فوق طاقتها واحتمالها , وأن يلزمها ما ليس فى وسعها فتمل النفس وتفتر ......
- وفى الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عليكم من الأعمال ماتطيقون لإغن الله لا يمل حتى تملوا " .
ففى هذا الحديث الشريف يبين النبى صلى الله عليه وسلم أن من يكلف نفسه فوق طاقتها , ويحملها من الأعمال مالا تطيق وما ليس فى وسعها , تمل نفسه من ذلك وتضيق به فيشعر بالسأم والضيق والضجر .
فلا تشدد على نفسك , ولا تحملها ماليس لها به طاقة فالله سبحانه وتعالى كما أخبر هو عن نفسه فى كتابه " لا يكلف الله نفسآ إلا وسعها".
فارفق بنفسك وأحسن سياستها وقيادتها حتى يسلس لك قيادها ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشديد على النفس .
ولا تظن أن التشديد على النفس فى التحنت والتعبد وعدم مراعاة فطرتها وحيلتها هو الطريق الصحيح إلى رضوان الله فكما ورد فى الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " فإن المنبت المتشدد لا أرضآ قطع ولا ظهرآ أبقى " لانه شدد على نفسه فهلكت أو حرنت وتمردت واستعصت عليه فلم يجد ما يتبلغ به فى سفرة إلى الله ومرضاته .
وباستطاعتك قارئى الكريم بيسر وبساطة وبدون إفراط أو تشدد أن تجعل حياتك كلها عبادة لله دون أن تكلف نفسك ما لا تطيق فتمل وتقف فى منتصف الطريق , فإنك تستطيع بالنية الصالحة أن تجعل حياتك كلها طاعة وعبادة لله تعالى كما فى الحديث المشهور الذى حدث به الفاروق عمر رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكا امرئ ما نوى ... ) .
فإنت بهذا المعنى المفهوم من الحديث الشريف تستطيع أن تجعل حياتك كلها لله بالنية الصالحة .
النية الصالحة تحول العادات إلى عبادات .