كل شخص فى الحياة كلها يعيش بمجموعة من الكيانات وليس الشخص الذى تعيش معه أو تتعامل معه كما تراه أنت دائمآ , أنت تراه بصورة الكيان الأقوى فى علاقتكم أو الكيان الأقوى عنده الذى يطفو على سطح شخصيته , لكن يجب أن نعرف أن بداخل كل شخص مجموعة كيانات متباينة .....
وعلى سبيل المثال الشخص الكريم يعيش بداخله كيان آخر لشخص بخيل , يستدعى هذا الكيان عندما يشعر مثلآ أن الشخص الذى أمامه ستغله فيمنع عنه العطاء .
والشخص الطيب الحنون اللين فى طباعه يسكن بداخله شخص شرس قاس حاد الطباع , وربما ستدعيه عندما يرى أن الشخص الذى يتعامل معه يستضعفه أو يستهين به ويقلل من شأنه .
والكيان السائد الظاهر المشكل للشخصية هو الكيان الأقوى , والكيان الذى يظهر فى أوقات قليله نتيجة حدث معين هو الكيان الأضعف , والرجل مع زوجته يحب دائمآ أن يكون أمامها بالكيان القوى الأفضل الذى يستطيع تحمل المسئولية , القادر على الانفاق على الجميع ويلبى طلباتهم , وفى نفس الوقت يطور من نفسه حتى يطور لهم حياتهم .
وهو قادرآ دائمآ على حمايتهم وهو من يشعر بالدفء والحنان والمودة , القادر دائمآ على اقناع زوجته بنفسه وارضائها ماديآ ومعنويآ وجنسيآ .. الخ
ولكن هل الحياة دائمآ تسير على وتيرة واحدة ؟؟ بالتأكيد هذا ضد طبيعة الكون وحكمة الخالق فى الابتلاء وتغيير الأحوال من شأن الى آخر , فلقد قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
" لقد خلقنا الانسان فى كبد " صدق الله العظيم .
أى فى معاناه مع الرزق ومع الصحة ومع الآخرين , وصدق الله العظيم عندما قال " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ".
وعلينا أن ندرك أننا سوف نبتلى لا محالة وما علينا الا طلب اللطف من الله والرحمة والاستعداد بزاد الصبر والتقوى والاحتساب , وما دام الوضع هكذا . يجب أن تتوقع الزوجة أن دوام الحال من المحال , وزوجها سوف يمر فى أوقات متعدده بأوقات هو فيها ضعيف , لأو سوف يظهر عليه كيان أخر غير الذى تعودت عليه .
كيان يدل على أنه فى لحظه ضعف الآن ... اتفقنا ؟
فما الواجب عليك يا عزيزتى تجاه زوجك فى لحظات ضعفه ؟
لا تضتغطى عليه لتظهرى ضعفه أو تظهرى استياءك من الوضع الحالى وتطالبيه بأن يرجع الوضضع كالسابق , لأنك لو انتهجت هذه الطريقة وقت ضعفه ستكون النتيجة المؤكدة خسارته , اما خساره الى الأبد أو ستخسرى مكانتك عنده أو سيفتح الباب لأخرى تشعره بكيانه الأصلى الأفضل , وتتحمل معه لحظات الضعف بذكاء .... !
وللتوضيح سوف نضرب مثالآ عن أمثلة للحظات الضعف وما الذى ينبغى على كل زوجة تريد أن تمر الأزمة بخير , ويرجع لها الكيان الذى تحبه وتساعد زوجها لكى يقوى ويتجاوز هذه اللحظات من الضعف , نفرض أن نظام الحياة لديكم من الناحية المادية مرفه وميسور , " لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن " .
ومر زوجك بضائقة مادية شديدة وانخفض مصروف البيت الى النصف , فى هذه الحالة أمامك حلول كثيرة , لكن حل واحد فقط هو الصواب .
دعينا نستعرض بعض الحلول ونرى ما هو تأثيرها على زوجك , ربما يكون الحل من وجهة نظرك الغضب والثورة والاشارة الصريحة له أن هذا الوضع مؤلم , ولن تستطيعى تحمله أكثر من ذلك , فلقد رتبت شئون منزلك على رقم معين سوف ينهار لو قل الرقم .
وتطلبين منه أن يتصرف بأى شكل وليس لك ذنب فيما يمر به ولا أولادك . فى هذه الحالة سوف يحكم عليك زوجك بأنك " لست امرأة أصيلة " وأنك تزوجته لسبب مادى عندما اختل اختلت عاطفتك , أو سيسمع نصيحتك ... ويتصرف .... ومن المؤكد التصرف سيكون كارثيآ .
فاما أن يقترض من كل من هب ودب وتصبح فضيحة أو بفعل شيئآ لا تحمد عقباه ... يرتشى مثلآ أو تطول يده على أموال الغير ,والنتيجة السجن , والأكثر من السجن خطوره " أن تأكلوا من حرام " ... وسوف أعيد عليك النتائج , اما " الدين , أو السجن " وربما الأثنان واحتمال يجب أن يحترم وهو الطلاق .
الطريقة الأخرى هى أن تنظمى بيتك بالوضع الجديد وتستعدى لما هو أقل وتؤهلى أولادك لذلك مع تشجيع زوجك والأشتراك معه فى حل المشكله أو تعرضين عليه أن تنازلى عن شئ تملكينه لمساعدته أو تغيير السكن لسكن آخر أقل .
وهذا يتوقف على نوع الأزمة وتبعياتها , فى هذه اللحظة التى هو فيها ضعيف لا يحتاج الى زوجه بل الى أم يرمى على كتفها همومه ويرتمى فى أحضانها ليشعر بالدفء والاطمئنان والراحة .
لو قمت بهذا الدور سوف تصنفى عنده " الزوجة الأصلية " وسوف يرتفع مؤشر حبه لك . وتذكرى انه ابتلاء ربما أنت المقصودة منه ليس هو ... ان الله يمتحنك أنت على الصبر .. ربما !!
وقال تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس " .
وتذكرى أن هذه الأيام لن تستمر ان شاء الله , وحتى لا أنسى ولا تكونى سببآ فى كسر كرامة زوجك لا تلجئى لأهلك ولا تطلبى منهم المساعده المادية .. من فضلك .
والنموذج الآخر الشائع لصور الضعف هو الضعف الجنسى , وهذا النوع فى ثقافتنا الشرقية من أصعب الأشياء على الرجل , ويجب أن تعلم كل زوجة أن قدرة الرجل الجنسية من الطبيعى أن تكون غير مستقرة دائمآ لأنها تتأثر بشكل مباشر بعدة عوامل أهمها طبعآ الغذاء - الحالة النفسية - درجة الحرارة - المرحلة العمرية - الاصابة بالسكر أو القلب أو ارتفاع نسبة الكوليستروال - التهاب الكبد - البروستاتا .
المهم أن تعلم أنها متغيرة وحسب , فعندما يغفق الرجل مرة أو اثنين فى هذه الحالة لو أظهرت له زوجتة أى نوع من الضجر أو العصبيه أو ... أو ... من أشكال تذمر النساء فى مثل هذه الحالات .
فأنا أبشرها بشرى غير ساره هى أن هذا الاخفاق سوف يزيد وتسوء الحالة الجنسية بسبب تدهور الحالة النفسية له , وهذا بسبب تصرفات الزوجة فى مثل هذه الأمور .
وللمرأة ان تعلم أن نجاح الرجل فى هذا الموضوع يعتمد بنسبه 60% على الحالة المزاجية له والنفسية , فلو تضرفت تصرفآ غير طيب فى حالة اخفاقه لآى سبب تافه سوف تؤثرى على 60% المعتمدة على الحالة النفسيه , وربما يحتاج الى علاج نفسى فعلآ لمده تبدأ من ثلاثه شهور وأكثر .
وسيكون العلاج النفسى أيضآ بمساعدتك , لأن الطبيب المعالج سوف يكلفك بمهام معينه لمساندته .. ما رأيك ؟
على العموم من الذكاء يا سيدتى أن تتعاملى مع لحظات الضعف أو الاخفاق الجنسى بحكمة وتكونين وكأن شيئآ لم يحدث وتظهرى استمتاعك بكل لحظة تكونين قريبه منه طالت هذه اللحظة أو قصرت , ودائمآ تخبرية أن المداعبات التى تسبق عمليه الايلاج ألطف عندك وأهم من الشكل الكامل للعلاقة .
هذا الكلام بدوره يطمئن الرجل ويجعله لا يخشى الفشل , وعندما لا يخشى الفشل لن يفشل أبدآ , لأن فشل العلاقة مرتبط أكثر بالخوف , واذا كان الخلل الجنسى عند الرجل نتيجة مرض ما كالتهاب البروستاتا مثلآ ...
أن تكون زوجته مهتمة به فى أوقات مرضه اهتمامآ شبه مبالغ فيه مع الاهتمام بمواعيد العلاج وأنواع الطعام المناسب لحالته وهكذا .
وطبعآ الزوج يشاهد تصرفات زوجته ويقيمها ويتعتبرها اختبارآ لها , وعندما يرى ذلك يعتبرها نجحت بتفوق سينعكس ذلك عليها فى معاملتها لها وتقديره لها , وسوف يعتبرها الأصيلة والسند عند الكبر , وسوف يضعها فى عينه ويزيد من برها لأنه يرى أنها ستبره .
عليك أن تقيسى على ذلك أى نوع آخر من انواع الضعف الذى قد يصيب زوجك الحبيب وحافظى على الكيان القوى , ويجب أن تدركى حساسية هذه الأمور بالنسبه للرجل .