انتشرت فى الاونة الأخيرة ظاهرة العلاج الذى يعتمد على المصادر الطبيعية التى منحها الله لمنفعة البشر , ومن بين هذه المناطق العلاجية تبرز منطقة سفاجا المصرية كواحدة من أشهر وأبرز المناطق التى تتمتع برمال علاجية ساحرة تم أكتشافها مؤخرآ ....
ومنطقة سفاجا المصرية تطل على خليج مائى محاط بحزمة هائلة من الجزر والشعاب المرجانية , وهو ما ينتج عنه انخفاض فى سرعة تيار المياه بالمنطقة الأمر الذى يؤدى الى زيادة نسبه الملوحة بالمياه فضلآ عن أن كميات الشعاب المرجانية الهائلة بالمنطقة تمثل مصدرآ طبيعيآ لتلك الملاح والمعادن وهو ما ينتج عنه فى النهاية نسبة ملوحة عالية تصل إلى أكثر من 55 جزاء فى المليون . وهذه الملوحة تعد هى العامل الأول فى العلاج , أما العامل الثانى فهو يعتمد على أشعة الشمس فوق البنفسيجية التى تسقط بكميات هائلة على سطح الأرض فى تلك المنطقة , وهذا يعود بالطبع لكون المنطقة محاطة بمجموعة من الجبال شاهقة الارتفاع , وهى تعد حائط صد ضد الرياح المحملة بالأتربة وذرات الرمال , وكل هذا ينتج عنه خلو المنطقة من تلك الشوائب العالقة بالجو , ومن الناحية العلمية فإن وجود تلك الشوائب يؤدى إلى أمتصاص وانكسار الأشعة فوق البنفسيجية , ومن ثم فإن عدم وجودها ينتج عنه نقاء الجو تمامآ فتكون محصلة ذلك كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسيجية تسقط على المنطقة علاوة على ذلك أن مياة سفاجا الهادئة والخالية من الأمواج تعمل كسطح عاكس مثل المرآة لأشعة الشمس , وبالتالى نجد كميات مضاعفة من تلك الأشعة إلى الشاطئ , ومن ثم فإن هذه العوامل البيئية من ملوحة المياه وأشعة الشمس تكون علاجآ ناجحآ وفعالا وقويآ خاصة لمرض الصدفية , ونسبة نجاح العلاج بها تصل إلى حوالى 85% طبقآ لما ذكره الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث العلمية , وهناك أمراض أخرى جلدية يمكن أن تتماثل للشفاء فى منطقة رمال سفاجا مثل مرض الروماتويد , إن كان علاج الصدفية يعد من أهم الامراض التى يمكن بالفعل علاجها فى سفاجا مع العلم بأن العلاج البيئى لا يسبب أية لآثار جانبية للمرضى .
- كيفية العلاج :
العلاج يتضمن استحمام المريض فى مياه خليج سفاجا التى تتصف بالملوحة العالية ثم التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسيجية فى الصباح الباكر وقبل الغروب يوميآ , وفى نهاية فترة العلاج يتم إجراء تقييم إكلينيكى للحالات المرضية للوقوف على درجة التحسن والشفاء من المرض .
وحول التفسير العلمى لشفاه المرضى بالصدفية بسفاجا يقول الدكتور هانى الناظر عضو الفريق الطبى المتخصص فى علاج الصدفية بسفاجا : إنه عند غسيل الجلد المصاب بالمياة المرتفعة فى نسبه ملوحتها ثم تعرضها لأشعة الشمس فوق البنفسيجية فإن هذين العاملين يلعبان دورآ مهمآ فى اختفاء المرض , فالاستحمام فى تلك المياة ينتج عنه تبادل للأيونات من خارج الجلد وداخله مما ينتج عنه اتزان فى انقسام خلايا الجلد , كما ان التعرض لأشعة الشمس ينتج عنه إفراز الجلد لفيتامين (د) الذى يلعب دورآ مهمآ فى ضبط الخلل الموجود فى الجهاز المناعى مما ينتج عنه عودة خلايا الجلد لانقسامها الطبيعى وبالتالى اختفاء أعراض المرض .
ومرض الصدفية مرض جلدى مزمن ناتج عن خلل فى الجهاز المناعى ويظهر على هيئة مساحات حمراء سميكة تكسوها قشور فضية اللون تشبه الصدف , وهذه المساحات تظهر عادة فى بداية الإصابة بالمرض فى منطقة الركبتين والكوعين وفروة الرأس ثم تنتشر لتشمل عدة أجزاء فى الجسم فيما بعد .