لا تنظرى الى غيرك

86512478

أليس الله عز وجل بعادل ؟

الاجابة : نعم .

ان الله هو العادل , ولذلك قسم الله نعمه على عباده بالتساوى , ولحكمته التى لن ندركها أبدآ جعلنا جميعآ فى درجة من النعم متساوية , ولكن بفرق فى التوزيع أنا عندى مثلآ من الصحة والعلم والأبناء أكثر منك , وأنت عندك من المال والجاه والسلطة أكثر منى , وهو عنده راحة البال والسكينه والرضا أكثر منا جميعآ .....

فلو حسبتها ببساطة وجدتنا جميعآ متساوين فى الأرقام , الجميع أربع وعشرون قيراطآ , لكن كما قلت :

هناك اختلاف فى التوزيع , فربما لو أعطانى الله المال فتنت وانهارت حياتى , ولو أعطانى السلطه لبطشت بالضعفاء , نحن لا نعلم الحكمه فى التوزيع ويعلمها علام الغيوب .

وحددها الله لصالح البشر ولعمار الكون وأكيد لخير لا نعلمه , وما علينا الا أن نحمد الله عز وجل على كل نعمه التى لا تحصى ولا تعد ونحمد على ما أعطانا ونرضى بما قسمه الله لنا , لأن الجميع متساوون لماذا ؟؟ لأن الله عادل .

فلماذا تنظرين الى جارتك التى تعيش حياه أكثر منك ترفآ وتلومين زوجك على تقصيرة وعجزه , لأنه لا يستطيع أن يجعل وضعكم المادى كجارتك ...!

لكى منى بعض الأسئلة البسيطة وأجيبى عليها :

هل زوجك هو الرازق أم الله ؟

هل تضمني أن تكون جارتك سعيده بزوجها ؟

هل يحترمها كما يحترمك زوجك ؟

هل لو أعطى الله زوجك المال الوفير وأخذ منك أنت الصحة هل توافقين ؟

أو أصيب أحد أولادك بمرض لا شفاء منه هل هنا سينفعك كثرة مالك ؟

أو أعطى الله لزوجك المال الوفير وجعله زوجآ غير مخلص ولا يحترمك هل هذا أفضل ؟

لو أجبت على هذه الاسئله البسيطة بعقل وقلب صادقين سوف ستجدين الله شكرآ على ما أعطاك من نعم .

وللعلم ربما جارتك تتمنى أن تكون مثلك وأنت لا تعلمين !!

السعادة الحقيقية هى الرضا بما قسمة الله لك , وتحضرنى قصة بسيطة لامرأة توفى زوجها وهى صغيرة جدآ فى السن وجميلة جدآ وترك لها ولدآ وبنتآ لم يصلا الى سن المدرسة بعد .

وبعد وفاته دخل الولد المدرسة وبدأ  حياته الدراسية بدون أن يحضر معه أبوه الى المدرسة فى أول يوم دراسى كما رأى زملاؤه , وبكت الأم كثيرآ على حرمان أولادها من الأب ورعايته , ومرت السنين الطويلة عليها وعلى أولادها ولم تتزوج , وعاشت لهم ووفقتهم الله فى دراستهم بدون مجهود , لأن الله أعطاهم الذكاء والنبوغ والتحق الولد بكلية الطب وبعده بعامين التحقت أخته بكليه الاقتصاد والعلوم السياسية , تخرجآ من كلياتهم ووصلا الى أول الطريق السليم الذى يبشر بمستقبل عظيم .

وفى جلسه مع والدتهم الصبورة قالت لى : الحمد لله على كل شئ لكن لو كان والدهم على قيد الحياه كانت حياتهم سوف تكون أفضل وحياتى أيضآ .

فقلت لها بعصبية شديدة : لو كان أبوهم على قيد الحياه ما وصلوا الى هذا المستوى , لأن الله عوضكم عن فقدان الأب بأشياء أخرى .

لكن هذه الحياة وهؤلاء هم البشر لا قناعة لديهم بما هو فى أيديهم , ودائمآ يبحثون عن النواقص .

سيدتى المؤمنة بقضاء الله وحكمتة ارضى بما قسمه الله لك ولا تلومى زوجك على شئ غير متوافر لديكم ما دام أنه غير مقصر ويؤدى عمله على أكمل وجه ولا يتهاون فى عمله ....

بمعنى انه قد أخذ بكل أسباب الرزق ,لأنه كما قلت ليس هو الرازق ... فهمت ؟؟؟

وقياسآ على ذلك لا تنظرى لما فى يد غيرك , لأنك حتمآ تملكين ما لا يملكه غيرك , وللمرة الثانية السعادة هى الرضا .

عن Fatma Fadel

فاطمه فاضل مهتمه بالموضه و مترجمه وكاتبه في مجال الازياء و الاتيكيت ولها العديد من المقالات المترجمة في هذا المجال

تعليق واحد

  1. الحياة دائما جميلة اذا رئاها الانسان على هذا الاساس لاكن احذرى عزيزتى من الغرور فدائما ما ياتى بعدم الرضا بالمقسوم والتكبر وعدم احترام الاخرين وسوف يدمر حياتك وتخسرين كل شئ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *