لا ترهقى زوجك فيما لا طاقة له به

80701217-jpg_095804

إن بعض الزوجات يسهمن فى فشل الحياة الزوجية من حيث إراده مزيدا من المال او الشهرة او النفوذ وذلك عن طريق دفع أزواجهن لعمل لا يرغبون فيه او ليس لهم طاقة به لتحقيق طموحات شخصية لدى الزوجة وبعض هؤلاء الزوجات يتسببن فى تعاسة أزواجهن أو فى فشل الحياة الزوجية والطلاق ..

والزوجة التى تفعل هذا الأمر تظن أن بمقدار زوجها أن يكون مثل فلان المدير , أو فلان المليونير ... إلخ ومن ثم فهى تدفع زوجها دفعآ فى طريق لا يحسن السير فيه , وفى مهنة لا يتقن أداءها وقد يفشل فشلآ ذريعآ أو قد يصاب بخيبة الأمل , أما المرأة الذكية الواعية فهى التى تدفع زوجها نحو النجاح فى عمله الذى يحسن القيام به والذى يحبة ويستطيع أن يبذل فيه المجهود المضنى وهو مرتاح البال طيب الخاطر ولا تدفع به فى اتجاه معاكس بغية المال أو الشهرة أو غيرها من الأشياء .

- وهذه قصة ترويها " دورتى كارينجى " عن إمراة فهمت هذا الأمر جيدآ , واستطاعت دفع زوجها نحو النجاح فى الحياة عن طريق توفير السبل له فى تنمية موهبته والوصول بها إلى أقصى درجات الرقى , واليكم هذه القصة القصيرة :

" فغر الناس أفواههم دهشة عام 1826م عندما سمعوا بنبأ زواج " جين ولش " من " توماس كارليك " وعجبوا كيف ألقت بنفسها متطوعة بين براثن التعاسة والشقاء !!

كانت حين تملك كل شئ ..... الجمال , والثراء , الخلق أما " توماس كارليك " فلم يكن يملك إلا عقلآ خارقآ وموهبة فترة ...

وفيما عدا ذلك فلم يكن دانقآ ولا سحنونا ولم يكن ينبئ عن مستقبل ذى بال !!

على أن ما صنعته " جين " بزوجها الأسكتلندى غدا أسطورة تروى !! , فقد عاشت حتى شهدته رئيسآ لجامعة " أدنبرة " ومعبود الجماهير فى " لندن " .

ومنار إعجاب العالم كله بوصفه مؤلف " الثورة الفرنسية " !! , وعاشت حتى غدابيته فى " تشلس " كعبة عباقرة الأدب فى ذلك العصر .

كانت " جين " شاعرة موهبة , لكنها تخلت عن نظم الشعر لتكرس وقتها لزوجها , بل لقد هجرت آلها وأصدقائها , وارتحلت معه إلى قرية نائية فى اسكتلندا حتى توفر له جو الهدوء والسكون الذى كان ينشده ... وكانت تصنع ثيابها بنفسها , وتقوم على تدبير المنزل وتهون على زوجها عناء " سوء الهضم " المزمن الذى كان يعانى منه .

فلما بدأت مؤلفات الزوج تلقى رواجآ , راحت توطد صلاته بأولئك المعجبين به , المقدرين لموهبته ... بل راحت تتغاضى عن تهافت فتيات المجتمع الجميلات عليه , لأنها رأت فى هذا التهاقت ما يلفت الأنظار إليه , ومن ثم إلى إنتاجه .

- على أن أروع ما فعلته " جين كارليك " أنها لم تحاول مطلقآ أن تغير من شخصية زوجها ... كتبت فى إحدى رسائلها المشهوة تقول :

" لو كان لى الخيار لمااخترت أن أصهر الأفراد جميعآ فى بوقتة واحدة لأخرج منهم نماذج متشابهة من الشخصيات .. بل لاخترت أن أرسم بالطباشير دائرة حول كل فرد , وأنصحه بأن ينمى فرديته المتميزة فى حدود هذه الدائرة الخاصة به " .

وهذا هو ما فعلته بزوجها " توماس كارليك " .. لقد عاونته على أن ينمى فرديته المتميزة , وأرادت للناس أن يقبلوه كما هو .

صحيح أن هناك ثمة فارق دقيق بين مساعده المرء على أن يدرك قدراته وإمكانياته , وبين دفعه على ما يتعدى هذه القدرات والإمكانيات , ومن ثم فعلى عاتق الزوجات يق دفعهم إلى ما وراء هذه الحدود والإمكانيات وما أكثر الرجال الذين وقعوا مزية الانهيار العصبى نتيجة المجهود الذى بذلوه لتخطى إمكانياتهم , وهو المجهود الذى دفعهم إليه فى الأغلب زوجات مغاليات فى الطموح .

وثمة رجال سعداء , قانعون راضون بالأعمال التى يزاولونها بساطتها , لكنك متى دفعت بهم إلى مناصب الرئاسة والإدارة فكأنما دفعت بهم إلى القبور قبل أوانها , لأن ما تتطلبه هذه المناصب تفوق طاقتهم العصبية !!

إنما النجاح يعنى أن يزاول المرء العمل الذى يليق به عقليآ وجسمانيآ وعصبيآ ".

وأحسب أن السبب غالبآ وراء دفع الزوجة زوجها فى مجال لا يحسنه , أو لا يتقنه , أو لايحبه , ما هو إلا رغبة لحصول على مزيد من المال أو الشهرة أو السطوة والجاه , وغالبآ ما تنظر تلك المرأة لغيرها من النساء , وتريد أن تلحق بهن فى ركب المال أو الشهرة .

ونحن لدينا فى حياتنا الإسلامية وفى قيمنا الدينية ما ينهانا عن النظر إلى غيرنا من الناس ممن هم فوقنا , ويعذب نفسه بما لا طاقة لها به .

- لا تفرضى طموحاتك على زوجك فرضآ , وتدفعينه نحوها دفعآ حتى لا تخسرية أو تتسببى فى فشله عمليآ .

عن Fatma Fadel

فاطمه فاضل مهتمه بالموضه و مترجمه وكاتبه في مجال الازياء و الاتيكيت ولها العديد من المقالات المترجمة في هذا المجال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *