7 أشياء لم أكن أتصور أني سأفعلها عندما أصبح أما وفعلتها

7 أشياء لم أكن أتصور أني سأفعلها عندما أصبح أما وفعلتها

أشياء لم أكن أتصور أني سأفعلها

قبل الأمومة كان هناك تصورا ورديا لأطفالي ،نلعب سويا في الحديقة بملابسهم الأنيقة ونتناول طعاما صحيا مثاليا وكنت أنتقد ولو في داخلي أداء  كثير من الأمهات في أمور معينة وعدت نفسي أن تكون هذه محاذيري التي لن أقربها أبدا تحت أي ظرف.

مرت سبع سنوات و أصبحت أما لطفلتين جميلتين لكنهما ليستا ملائكة كما تصورت وبدأت أستسلم أحيانا وأفعل ما رفضته سابقا و أنا الآن أعذر كل الأمهات  اللاتي انتقدتهن، قضى الواقع على تصوري الخيالي لأمومة الأفلام و لست في حالة تشبه من قريب أو بعيد أمهات الأفلام المشرقات دائما بشعر مصفف وأظافر مطلية وملابس لم تتسخ بطعام الأطفال ولا أطفالي كأبنائهن المثاليين شكلا وأدبا طوال اليوم إلى حد يجعلني أشك أنهم تماثيل من الشمع أو آلات تسير بالريموت ..بل في الحقيقة الأمومة أقرب لصورة ياسمين عبد العزيز في فيلم الدادة دودي والآنسة مامي ..وهذا الواقع هو أجمل ما في الأمومة كما أعتقد ..

هذه ال 7 محاذير التي وعدت ألا أفعلها و كيف انتهى بي الحال وقد فعلتها..

1- لن أسمح لأبنائي بتناول الأطعمة الضارة (junk food ) أبدا:

في تجربتي الأولى للأمومة التزمت بقدر كبير جدا من الصرامة والحزم بخصوص ما تأكله ابنتي ومنعت تماما الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة و قننت بشكل فعال تناول السكريات والشيكولاتة و لم أسمح بكسر هذه الحدود من أي كان و أنا فخورة بذلك.

بعد التجربة الثانية أصبحت أقل حزما ولم أقاوم بنفس شراسة تجربتي الأولى، أسمح أحيانا بهدايا جدهم من الحلوى والشيكولاتة وربما نطلب مرة في الشهر من أحد مطاعم الوجبات السريعة وقد اخترت هذه الاختيارات بإرادتي حين رأيت أن التوازن بين الإدمان للأطعمة الضارة و الحرمان التام  منها هدف مهم ورأيت ثمرته مع ابنتاي وأنا أيضا فخورة بهذا التغيير ..خصوصا وأننا محاصرون بمغريات من الأطعمة الضارة بشكل يجعل قرار المنع المطلق شكل من أشكال محاربة طواحين الهواء.

2- لن أهمل مظهري أو طعامي أبدا:

قبل الأمومة كان عقلي الباطن في صراع دائم مع صورة الأم بالجلابية المنزلية ورباط الرأس وبطنها المترهل من الحمل والولادة ولم أفهم أبدا ما الذي يمكن أن يشغلك عن نصف ساعة أمام المرآة ومثلها في مركز رياضي أو تمارين منزلية.

أنا الآن لا أذكر متى كانت آخر مرة تناولت وجبتي في سلام ومتى دخلت للاستحمام دون مقاطعة بطرقات على الباب ونداء وبكاء كل 3 دقائق فضلا عن استخدامي لأي كماليات رفاهية كالكريمات ومساحيق التجميل..

بقدر ما أكتب الآن هذا بمسحة حزن إلا أنني أخلد يوميا إلى سريري أحمد لله أن بناتي بخير مهما كانت حالتي من الفوضى والإجهاد ...كل شيء بعدها يهون

3- لن أسمح لطفلي بالنوم في سريرنا أبدا:

7 محاذير

فبل الأمومة سيطر علي إصرار صارم بأن علي طفلتي أن تستقل في غرفتها أو أقله سريرها الخاص من أول ليلة وكنت أتحدث مع كل من أقابلهم عن الخصوصية و مساوئ مشاركة الطفل لسرير والديه وأنه خيار لا رجوع منه إن سمحت به ابتداء وسيقضي على حياتك الزوجية للأبد.

ولدت بجراحة قيصرية جعلت الانتقال من سريري للإرضاع كلما بكت ابنتي ليلا مهمة شاقة جدا وحين تعافيت لم أكن أقو على سماع بكائها دون استجابة فورية و كان مشاركتها لسريري هو الحل الوحيد لأنام بين فترات الرضاعة، واستمر الحال أشهر حتى عرفت ابنتي طريق النوم بغرفتها بعد محاولات

كل ما أقوله هو أن خوفي كان مبالغا فيه ولم ينته بي الحال مع مراهقتين تشاركنني السرير و قد انتقلت طفلتي لسريرها وضميري يقول أن ما قدمته لها هو الصحيح.

4- لن أستخدم الالكترونيات كوسيلة إلهاء لطفلي أبدا:

7 محاذير

في بداية الأمومة كان قرار الخروج لمطعم او لسينما أو حتى التبضع يعني خيارا من اثنين..إما أن أقضي وقتي في محاولة تهدئة وإلهاء ابنتي والسيطرة على حركاتها و عبثها بكل شيء أو بكائها وإما ألا أخرج ابتداء من المنزل وحين جربت الحل الأول عدت منهكة جدا مرة تلو المرة مما أرغمني على اللجوء للحل الثاني..

أنا الآن أسمح لابنتي الثانية باللعب قليلا بالتاب أو الموبايل حتى أنتهي من تناول وجبتي ساخنة لست الآن بنفس التفكير عن أن مجرد لمس الاليكترونيات سيفسد أطفالي طالما أنها ليست عادة أو نشاطهن الوحيد طوال اليوم..

5- لن أسمح أن يغادر أطفالي عتبة المنزل بمظهر أقل من المثالي:

قبل الأمومة وحتى في أيام تجربتي الأولى لم أكن أن أسمح لنفسي أن تخرج ابنت خارج باب البيت بمظهر غير كامل الأناقة من بكلات الشعر لملابس أنيقة لجوارب وحذاء من الدانتيل الفخم ولم أكن لأقبل أن يقى مظهر ابنتي عن أطفال المجلات.

أنا الآن أسمح لهن أحيانا بالخروج بالبيجاما إلى بيت جدتهن المقابل لنا مثلا ،و ابنتي الصغيرة لا تكاد تكمل مشوارا بطوق الرأس أبدا ولا نصل لمنزل أمي بفردتي حذاء أصلا و إن وصلنا بالجوارب فهذا إنجاز ..ليس عليهن أن يكون موديلا على غلاف مجلة..وطالما أن ملابسهن نظيفة فلا بأس من منحهن فرصة التحرك واللعب بملابس مريحة وإن كانت أقل أناقة طالما يسعدهن ذلك.

6- لن أربط أطفالي بحبل أبدا:

الحقيقة أنني لم أضطر إلى الآن لفعل هذا في الأماكن العامة وكنت انتقد هذا المشهد بشدة وربما صرحت بهذا مرة أو مرتين لأمهات لم أعرفهن.

أتصور الآن أن هذا الرباط حل آمن وحيد للخروج بطفلين مثلا أحدهما في عربة أطفال أجرها والآخر يتحرك حولي دون توقف مع كل قصص خطف الأطفال التي تطاردنا لا يبدو هذا الحل سيئا أبدا ..

7- لن أصرخ على أطفالي أبدا:

مهما حاولت أن تكوني صبورة ومثالية ومتفهمة لطاقة الأطفال التي لا تنضب وتستحدث من العدم فستأتي لحظات تخرجين فيها عن كل نظرياتك وتصرخين طالبة لحظة هدوء.

كلنا اضطررنا لهذا ولكن احرصي ألا يخلدوا إلى النوم دون مصالحة وترضية وقبلات وأحضان دافئة ففي النهاية أمومتك اختيارك أنت وليس عليهم أن يعاقبوا عليه.

 

النتيجة..لا تحكمي على أمومة غيرك ولا تخنقي نفسك  بنظريات التربية حتى الانفجار..كوني قدر استطاعتك أما محبة تنشئ أطفالا أسوياء وارضي عن نفسك ونامي مستريحة الضمير..

عن Aya Mamdouh

عملت لعدة سنوات معلمة لغة عربية لغير الناطقين بها. لي مدونة أكتب بها خواطري. أحب متابعة كل جديد في مجال الأزياء والمكياج والعناية بالبشرة والشعر. أعمل حالياً كاتبة ومدققة لغوية من المنزل لأستطيع العناية بطفلتين جميلتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *