هل يأتى الحب بعد الزواج

393569-1-or-1350205069

إنه سؤال قديم قدم الإنسان نفسه ... وهو للوهلة الأولى يبدو سؤالا غريبآ إذ لا يمكن تصور علاقة إنسانية بلا حب . ولكن ربما مبعث السؤال هو محاولة المقارنة بين مصير زواج سبقته قصة حب وزواج لم تسبقه غير النيات المخلصة فى الرغبة فى الزواج والقبول المبدئى ..

وفى البداية يجب ان نقرر أن الحب ليس متاحآ لكل إنسان قبل الزواج .. الحب له شروط خاصة بعضها مرتبط بالإنسان نفسه والبعض الآخر مرتبط بظروفه الشخصية وظروف المجتمع ...

فالإنسان الذى ينجح فى إنشاء علاقة حب مع طرف من الجنس الآخر لابد أن يكون إنسانآ جريئآ اجتماعيآ قادرآ على التعبير عن مشاعره وتوصيل عواطفه ... مقدامآ وله كاريزما أى تأثير شكلى مبدئى على الآخرين .. وأن تتوافر له الظروف لذلك وكذلك أن يسمح المجتمع بما فيه الأسرة بأن تنشأ مثل هذه العلاقات .

بعض الناس لا يملكون هذه القدرات وظروفهم لا تسمح رغم أنهم يتمنون الوقوع فى الحب قبل الزواج .. هؤلاء هم الذين يتزوجون بدون علاقة حب سابقة على الزواج .. ويتم الزواج بناء على الرغبة الصادقة الحقيقية فى الزواج فى حد ذاته ... أى يكون الزواج هدفآ أساسيآ وأوليآ وعظيمآ تم التخطيط والإعداد له بناء على إيمان بأهمية الزواج وضرورته النفسيه والاجتماعية والبيولوجية .. وذلك فى الحقيقة يشكل قاعدة ودعامة رصينة وقوية لمثل هذا الزواج .. وبالطبع فإن هذا الزواج لا يمكن أن يتم إلا بعد حدوث القبول المبدئى ..

وموضوع هذا القبول يحتاج إلى وقفة تفصيلية ... هذا القبول لا يتم بناء على المرات القليلة أو الساعات القليلة التى التقيا فيها وقرار بعدها الزواج ...

إن هذا القبول له رصيد تاريخى ويعتمد على خبرة إنسانية سابقة أسهمت فى خلق تصور معين لشريك الحياة , فهو يعرفه قبل أن يلقاه , والقبول معناه أنك أنت الذى كنت مرسومآ فى خيالى .. وهو شئ يشبة الحب من اول نظرة إلا ان الحب من أول نظرة يتم بشكل تلقائى وبالضدفة وغير مرتب , أما القبول فيتم بناء على ترتيب خاص , ولكن النتيجة تكون واحدة , فالقبول هو شكل من أشكال بدايات الحب , القبول هو مشروع حب , هو البذرة الأولى التى تم غرسها فى أرض تنبئ بأنها طيبة لأن هناك نية صادقة فى الزواج وأن الاختيار أيضآ تم بعد أن توافرت شروط معينة اشترطها كل طرف من البداية ... ولعل هذا يضمن حدآ أدنى من النجاح المبدئى على ألا يكون هناك خداع أو غش .

وهذا الأمر المتعلق بالشروط لا يتوافر حين يقع الحب قبل الزواج لأن الحب يتغاضى عن العيوب ويغفل الشروط ... إلا ان هذه العيوب التى أسقطها العاشق قد تكون مصدر إزعاج بعد الزواج وما يظنه الإنسان هينآ قبل الزواج قد يبدو مجسمآ وكبيرآ بعد الزواج .

- إذن تتوافر للزواج الذى تم بدون قصة حب تسبقة ثلاث دعائم :

أولاها : القبول وهو مشروع حب وليد .

ثانيتها : النية الصادقة فى الزواج كهدف أساسى وبالتالى بذل الجهد للحفاظ عليه .

ثالثتها : أن هناك حدآ أدنى على الأقل من الشروط التى افترضها ووضعها كل طرف وقبل على أساسها إكمال وإتمام الزواج والتى تضمن حدآ معقولآ من التفاهم فى البداية .

- إلا ان المشاكل تبدأ أسرع فى حالة الزواج الذى سبقته قصة حب , وذلك لسببين :

أولهما : التوقعات ... 

فكل طرف يتوقع أن الطرف الآخر سيبذل الجهد الأكبر وسيعطى أكثر ويتحمل أى معاناه دون شكوى أو تضرر , لأن الأفتراض الطبيعى أن الحب يجعل الإنسان يبتلع أى حصوات تأتى مع الطعام حيث تغطى لذه الطعام . المشكلة هنا أن كل طرف يكون واثقآ بلا حدود أن الآخر سيتحمله .. أى هو أمر مضمون ولذلك قد يتكاسل عن بذل أى جهد ...

ثانى هذين السببين :

أن ما تم التغافل عنه هو هيوب قبل الزواج قد يكون هو الصخرة الحقيقية التى تتكسر عليها بعض المشاعر بعد الزواج وتسبب ألمآ .. واستمرار هذا الألم قد يكون مدعاة للثورة والاعتراض والرفض .. إلا أن الفضيلة الأساسية فى الزواج المسبوق بحب هو أن كل شئ كام مكشوفآ ومعروفآ وهذا يدعو إلى طمأنينة نسبية .. وذلك ما لا يتوافر فى الزواج غير المسبوق بقصة حب ..

إذ إن هناك امورآ قد تكون مخفية بدون عمد لم يتح الوقت الكافى لمعرفتها أو أن هناك أمورآ تم إخفائها بعمد أى بنوع من الغش ويتم اكتشافها بعد الزواج فيصاب الإنسان المخدوع بالصدمة وقد ينتهى الزواج سريعآ إذا كان هذا الشئ المخفى عن عمد جسيمآ .

عن Fatma Fadel

فاطمه فاضل مهتمه بالموضه و مترجمه وكاتبه في مجال الازياء و الاتيكيت ولها العديد من المقالات المترجمة في هذا المجال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *