تعرفى على طريقة التعبير عن الحب

young-couple-smiling-and-looking-at-each-other

يبدو أن الكلام لن ينتهى إلا بانتهاء البشرية , ورغم أن حال البشرية الآن لا يدل على المشاعر الرقيقة ولا العطاء النبيل , إلا أننا على ما يبدو أيضآ سنظل نحتاج إلى الحب ليلعب معنا دور الوغد اللذيذ !! ويحقق لنا القلق المنشود ويرهقنا بالسهر لنشكو من السهاد !!

وحتى نفض هذا الاشتباك علينا أن نفرق بين ثلاثة أمور تتعلق بالحب ...

والأمور هى :

- حقيقة الحب .

- طريقة التعبير عن الحب .

- مدى هذا الحب .

- فحقيقته :

الحب ليس فقط مشاعر تنفجر بداخلنا فيدق القلب دون سابق إنذار لشخص واحد دون باقى البشر , فهذا جزء من الحقيقة ولكنها ليست الحقيقة كلها , فالحب يصنع أكثر مما يوهب , يصنع بالعطاء والصبر والجهد والاحترام والتقبل والتسامح والرضا والتفاهم رغم الخلاف والاختلاف ...

فبدون تلك الصناعة يصبح الحب كالنبتة الجميلة التى تحتاج إلى الماء والغذاء والشمس ولكنها لا تجد منهم شيئآ فتذبل كل يوم عن اليوم السابق له حتى تموت , أو كمشاعر فقدت مسئوليتها عن الحبيب وعن الحب ذاته لذلك لم يعد مقبولا أن نشك فى الحب ولكن الشك كله فى " معدن " المحبين والحب من ذلك براء , لذلك لا ينتهى الحب بالزواج ممن نحب ولكن ينتهى حين نقف عن هذه الصناعة .

- طريقة التعبير عن الحب :

تتنوع وتختلف باختلاف طبيعة كل شخص وطريقة فهمه له وطريقة تربيته وبما تأثر به من مواقف وخبرات على مدار حياته لذلك فطريقة التعبير حتمآ ستختلف من شخص لآخر , وتختلف فى العموم بين الرجل والمرأة , فالمرأة غالبآ تعبر عن حبها الكلمات بجانب الأفعال بقدر يكاد يكون متساويآ بينما يعبر الرجل عن حبه بالفعل أكثر بكثير من الكلام , ولقد صدق خطيبك معك حين قال لك هذا بوضوح .

- أما مداه :

فهو محدود !! فكثيرآ ما يتصور الحبيب أن حبه لمحبوبة يجب أن يكون بلا نهاية وبلا شطآن , ولقد أثبتت الحياة العلمية أن العطاء الأعمى خطأ فادح فى الحب , حيث ينقله من مشاعر عطاء متبادلة بين المحبين لمشاعر أنانية فيها طرف يحصل على كل شئ تقريبآ , فيعتل الحب ويمرض وليس معنى حديثى أن نوقف تدفق المشاعر أو العطاء , فلقد قلنا فى البداية أن حقيقة الحب العطاء , ولكن من تمام الحفاظ على الحب بين المحبين صحيحآ معافآ أن يكون هناك تبادل متساوى بين المحبين ولا أقصد التساوى فى طريقة التعبير أو كمية العطاء أو فى نوع العطاء ولكن التساوى الذى يجعل كل طرف يحصل على ( أهم ) وليس ( كل ) ما يحتاجه من محبوبه , فيحيا راضيآ قادرآ على مواصلة العطاء بما يحتاجة محبوبة منه بالتبعية .

أما هرمون الحب علميآ فيظل نشاط ما دامت المراكز المسئولة عى الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والجسدية غير مشبعة بشكل كبير وهذا ما أوضحته دراسة غربية حديثة وبهذا تفسر سبب خفوت الشوق العالى واللوعة بين المحبين بعد فترة غالبآ تتوقف عند العام ونصف , وإن كان بعض المحبين حققوا فترة تزيد عن الثلاث سنوات ولكنهم قلة , ويتوقف هذا على عوامل نفسية وتربوية وعاطفية كثيرة فى هذه القصة .

أما الحب بين الأزواج فهو لا يضيع ولا يذهب إلا إذا وقف ما تحدثنا عنه فى البداية ولكن شكل وطبيعة المرحلة بين الزوجين هو الذى يختلف فتختلف طريقة التعبير عنه , ويتصور الأزواج أنه غير موجود لأنهم يقارنون بين الحب فى فترة الخطوبة وفترة الزواج بعد خمس سنوات مثلآ !!  فهذه مقارنة غير منطقية بالأساس لأن طبيعة المرحلة هنا بين الطرفين مختلفة , ففى البداية لم يكن هناك إشباع كامل فيتم التعبير بالآهات والكلمات والشموع والشعر وغيره , لكن بعد وجود أطفال يتم التعبير عنه بالاهتمام بتوفير الطلبات والترفية والمدارس المناسبة وغيره , وليس معنى ذلك أن الكلام المعسول ينتهى ولكنه يقل لأن التعبير بالأفعال الأخرى يشغل حيزآ لا بأس به , ومع ذلك ستظل مشاعر المرأة مرتبطة بالكلمة واللمسة والحنان فلينتبه الرجل وستظل مشاعر الرجل مرتبطة بالتقدير والفعل والقدرة على تحدى المشكلات فلتنتبه النساء , فالاختلاف بينهما للتكامل وليس للتناطح , والحكيم بحق يعى ماذا يريد وماذا يتحمل بالفعل دون أن يغدر بالحب أو يغدر بمن يحب أو يغدر بنفسه .

عن Fatma Fadel

فاطمه فاضل مهتمه بالموضه و مترجمه وكاتبه في مجال الازياء و الاتيكيت ولها العديد من المقالات المترجمة في هذا المجال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *